DELMON POST LOGO

خولة مطر في مجلس بن رجب الثقافي : الحرب على غزة عرّت منظمات الامم المتحدة الاغاثية وحقوق الانسان والمرأة

الافارقة : المساعدات تخلق الهيمنة لكم وتخلق التبعية والاتكالية لدينا  سلة الغذاء / فقر / تمكين المرأة / حقوق الانسان شعارات يتم ربطنا بهم

"انكشفت منظمات الامم المتحدة على حقيقتها وعلى عدم حياديتها بعد احداث السابع من اكتوبر في غزة والحرب العدوانية على غزة واصبح من الضروري اجراء تغيرات جوهرية على منظمات الامم المتحدة  " .

هذا ما بدأت به الصحفية الدكتورة خولة مطر في محاضرة بمجلس بن رجب الثقافي بسند يوم امس كانت بعنوان " " وجه القاتل " الوجه غير الانساني للنظمات الانسانية كما تسمى نفسها . وبدأت المحاضرة بسؤال: ما هو الوجه الاخر لهذه المنظمات الانسانية والحقوقية والاغاثية ؟ ومن يصنع القرار وكيف ؟

نتكلم عن صنع القرار في المنظمات تلك ، التي تعتبر الاكثر نفوذا في المجتمعات في بلدان الجنوب . بل من هم من يمتلكون القرار السياسي في العالم ؟ والى اين تتجه في قراراتها؟

ان العديد من البرامج والتي مدتها احيانا 3-4 سنوات تصاغ في البلدان الممولة في برلين وروما ونيويورك ولندن وتسقط البرامج لتنفيذ على تلك الدول ، القرار في الشمال الرجل الابيض الغني ، عناصر من بلدان معينة ، في السنوات السابقة جميع هؤلاء اصحاب القرار رجال ، تم مؤخرا تمكين المرأة بنسبة بسيطة .

انا هنا لا ادين اشخاص بل نظم ، والتضخم في الوظائف وشراء الناس وتقسيم الناس محور شر ومحور خير ،هؤلاء حسب رغبة الدول لدرجة ان احد الدول الافريقية رفعت شعار

" لا تساعدونا " !! ، المساعدات تخلق الهيمنة لكم وتخلق التبعية والاتكالية لدينا  سلة الغذاء / فقر / تمكين المرأة / حقوق الانسان شعارات يتم ربطنا بهم .

وضربت مثل في ريف مصر، منذ متى وهم يحاربون الامية والفقر ،،، منذ 20 سنة ولا تغيير يذكر على الواقع !

قالت نائبة الامين العام للامم المتحدة ذات مرة : منذ 30 سنة من محاربة الفقر ، وانفاق المليارات من الدولار ، نرى العدد يزيد ، والشريحة تتوسع ولا تحسن بل الطبقة الوسطى بدأت تتاكل . اين ذهبت تلك الاموال ؟؟

وتقول ، ترسل الامم المتحدة مندوبيها في مناطق دول الجنوب وليس لديهم دراية بهذا العالم ، كيف يعمل شخص في حقل انساني وهو غريب عن ثقافته ؟

الغريب في الامر، انهم مبعوثي سلام لحل النزاعات ، وبناء سلام في المناطق، ومسؤولين عن وصول المساعدات .

وضربت مثل ثالث في غزة ، حيث ان معظم العاملين فيها  ومن تجربتي الشخصية لا يعرفون تاريخ المنطقة ، ولا عاداتها وثقافتها ، واذا عرفوا لا يحترمون تلك العادات والتقاليد

وشعارهم : ندعمكم لكي تصبحوا مثلنا !! ، وليس غزة وحدها ، بل في اليمن وسوريا وليبيا ودول اخرى .

مثال رابع ،  سلة الغذاء خالية من حليب الاطفال !! لماذا لان الاطفال يجب ان يرضعوا الحليب من امهاتهم اكثر صحة !!

لكن ضروع هذه النساء جافة من الجوع !!

الاطفال يموتون امامنا دون ان نستطيع الانقاذ !!

مثال خامس ، كنت في ميدان التحرير بمصر ، والناس يتظاهرون هناك ، وكل وكالات الانباء والقنوات تراقب الوضع وكذلك تواجد المنظمات الدولية بما في ذلك منظمات حقوق الانسان ،،،،

وعندما تعرض المتظاهرون بالضرب في الحملة الاولى لقوات مكافحة الشغب ضد المتظاهرين ، اوقفوا العنف ، قالوا : نحن لسنا  منظمات انسانية بل تنموية !!

هكذا حدث في ليبيا ، هم بمن عاشوا على نفط ليبيا ، ويقولون بان الشعب الليبي لا يعمل ، وينظر الى ادوات التواصل الاجتماعي وينتقد المنظمات الدولية .

اذن نرجع للسؤال : من يمول من ؟

تنافس على التمويل والذي لا يصل الى مستحقيه ، والمسؤولين بهذه المنظمات همهم الترقية والوصول الى اعلى المناصب على حساب تقليل المصاريف ، على حساب ميزانيات المنظمات التي يرأسونها ، بل يختارون مواضيع ليس محل اهتمام من قبل الناس في تلك البلدان ، مثل التحرش الجنسي ، التمويل ، الختان ،،،، الخ من مواضيع ليست ذو اهمية .

مثال سادس ،،، في حرب اسرائيل على لبنان 2006 ، هرب معظم موظفي تلك المنظمات التابعة الى الامم المتحدة ، والمصيبة تم استبدالهم بموظفين اخرين واسكنوهم في فندق موفبيك ( ذو خمس نجوم ) بعيدا عن القصف الاسرائيلي وعن مأسي الناس.

عندنا في منطقة الخليج حيث لا يسمح لتلك المنظمات ( مؤسسات المجتمع المدني ) استلام المعونات الدولية ، لكن كل الوطن العربي يقبل المعونات تلك امام اعين السلطة وشروط الممولين وتلك المعونات غير المباشرة هو الهيمنة ، لان تلك الاموال يتم دفعها من دافعي الضرائب في تلك البلدان ولكن توكل الى وزارة الخارجية في هذه الدول ، ويتم التمويل بناءا على سياسات وزارة الخارجية التي هي ممر الانفاق على هذه المنظمات .

واكبر مثل على ذلك هي وكالة الانروا (وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) التي تعتبر الولايات المتحدة الامريكية الداعم الاساسي في هذه الوكالة ، ونحن نعرف سياسية امريكا في غزة بعد السابع من اكتوبر .. كيف العمل الانساني يعمل بنفس سياسة الدول الممولة.

وتضيف ، من باب تجربتي في العمل الانسان في الامم المتحدة في عام 2011 و2017 و2018 ، اكتشفت بان هناك في سوريا وليبيا كل يوم تؤسس منظمة خيرية او حقوقية او انسانية جديدة ، على الاقل هناك 25 منظمة سورية معارضة تعمل لنفس الملف ، وكل منظمة تخفي عن الاخرى بعض المعلومات بل بيانات الناس التي تخدمهم لاجل المال والتمويل الخارجي ، لكي يحصل على اموال اكبر ، ويتم دعوته الى بروكسل وعواصم العالم التي تمول هذه المنظمات !!.

يعني ان هناك اهداف خاصة للقائمين على هذه المنظمات ، لا مبادئ ... لذا لا يجب ان تكون اي مؤسسة فوق النقد .

اختتم القول بان " وجه القاتل " قد اختطق وسرق وجه هذه المنظمات وجعلها تتواطئ معها .

وتضيف ، السوريات سألن المنظمات النرويجية ماذا فعلتم للمرأة الافغانية ، قالوا انفقنا 400 مليون دولار ، لا نعرف اين صرفت ،،، وعندما عادت طالبان الى السلطة ، البعض هرب والبعض عايش في فنادق الشيراتون في عواصم العالم .

في فلسطين لم ترفع اي منظمة صوتها وهي ترى الالاف من الفلسطينين الجرحى والقتلى من النساء والاطفال .

حتى المنظمات التي ليس لها اجندة سياسية مثل الصليب الاحمر ، الذي يقررون بان هذه المجموعة تحتاج الى مساعدة والاخرى لا .

هناك حادثة شهيرة فضحت مشاريع الامم المتحدة وهي تقارير التنمية البشرية ، الذي يضع تلك الدول في مقدمة الدول المحقق الى المعايير الدولية ، ولكن تلك التقارير انكشفت بعد الربيع العربي 2011 ، حيث الناس تقول لا حرية ، لا تعبير ، لا مشاركة في الحكم ، لا في الحكم الصالح !!

لو  كان هناك اصلاح حقيقي للمنظمة الدولية لتم النظر الى تلك التقارير التي اعتبرت حبرا على ورق وكلها غير حقيقية .

لا يفهم من ذلك انا ضد الامم المتحدة ، بل ضد الممارسات الخاطئة في التطبيق.

في عام 2018 كنت من ضمن الفريق الذي تم اختياره لاجراء اصلاحات في الامم المتحدة ، وقد تم تخصيص مبلغ 6 مليون دولار ، وتم تشكيل منظمات جديدة بمبالغ جديدة للاصلاح واصبحنا في حلقة مفرغة .. اامل ان يكون الاصلاح ممكن بعد احداث غزة التي عرت الجميع اذا وجدت الارادة .

وتقول الناشطة الحقوقية الكويتية هديل بخيت في مداخلة عبر الفيديو : عملت في مجال حقوق الانسان لمدة 12 سنة ، هناك تشابه في الداخل والخارج ، وان المنظمات الحقوقية تبيع الوهم ، ولا تطبق المبادئ ، وضربت مثل مقتل الناشطة النسائية الايرانية اميني في ايران ، اثارت المنظمات الحقوقية والنسائية في انحاء العالم اجمعة ، ونحن لا نتفق مع مقتلها ، لكن اين تلك المنظمات النسائية والحقوقية من مقتل 7000 امرأة فلسطينية في غزة منذ السابع من اكتوبر الماضي ؟؟ ما يعني ان تلك المنظمات تعمل باجندات ، وتتعامل مع منظمات الجنجو GNGO  .

واختتمت بالقول ، ان يوم غدا ( اليوم ) جنوب افريقيا رفعت قضية ضد اسرائيل فهل تاتي برأس نيتناهو الى المحكمة ؟

نعم جنوب افريقيا وحدها ، ولكن ان لم تنضم الدول العربية والمجاورة اليها ، سوف تكون مرمى اسرائيل مستقبلا.

وتقول :

في حالة الحرب يسقط الاعلام حياديته

في حالة الحرب تتخلص الناس من المبادئ

والسؤال اين نحن في حالة الحرب ؟؟؟