DELMON POST LOGO

نهار آخر ..الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين جريمة نازية بامتياز

بقلم: رضي الموسوي

ما يرتكبه الكيان الصهيوني من مجازر بشعة وفظيعة في قطاع غزة ومدن الضفة الغربية والقدس وأراضي الـ48، ليس سوى امتداد للمجازر التي ارتكبتها عصاباته قبيل وأثناء وبعد تأسيس الكيان الصهيوني على أرض فلسطين، إثر تخادل وخيانات قامت بها بعض الأنظمة العربية التي ادّعت أنها تقاتل الكيان فأرسلت جيوشها إلى فلسطين وزودتها بأسلحة تطلق للخلف.

منذ وعد بلفور ارتكب الصهاينة ذات الفظاعات التي ارتكبها الزعيم النازي هتلر؛ فقد مارست العصابات الصهيونية مثل شتيرن والهاغانا وأراجون وبيتار وبلماح، بدعم من الاستعمار البريطاني، مجازر بحق الشعب الفلسطيني في العديد من المناطق كدير ياسين، كفر قاسم، قالونيا، ناصر الدين، سعسع، الطنطورة، عين الزيتون، أبو شوشة، بيت دراس، الدوايمة، اللد، الرملة والقدس.. وغيرها، سقط فيها آلاف الشهداء قبل وأثناء وبعد قيام الدولة الصهيونية التي استمرت في نفس النهج بعد أن أسست هذه العصابات دولتها وتمددت في حرب الأيام الستة في حزيران 1967.    

تذكّر المجازر الصهيونية الحالية والسابقة في غزة والضفة بجرائم المانيا النازية، فعندما قرر هتلر أثناء الحرب العالمية الثانية، أن بعض اليهود يشكلون طابورا خامسا، ساق مئات الآلاف منهم على هويتهم وليس على "جريمتهم" إلى محرقة لا يزال الكيان الصهيوني يستلم كلفتها من ألمانيا ومن دول أوروبية أخرى، ويمارس ابتزازا لم يحدث في التاريخ ضد هذه الدول. وبناءً على السردية الصهيونية التي حرّفت الحقيقة عما حصل فعلا، نفذ الكيان مجازره. كان هتلر دكتاتورا نازيا ضد الشعب الألماني بكل مكوناته، مسيحيين ويهود ولا دينيين وشيوعيين، ونفذ مجازر بحق شعوب البلدان التي اجتاحتها قواته، منها أكثر من 20 مليون قتيل قدمها الاتحاد السوفيتي وحده في تلك المحرقة، فضلا عن الدمار والخراب الذي لحق بالمدن التي اجتاحها جيشه وحاصرها، بالإضافة إلى البلدان الأوروبية التي أكتوت بنيران الاحتلال النازي.

حقائق وثّقتها المرحلة، وقد استثمرها الكيان الصهيوني منذ ما قبل تأسيس دولته، مدعوما أولا ببريطانيا التي سهّلت وشجّعت هجرة اليهود إلى فلسطين، ثم الولايات المتحدة التي تبوأت قيادة العالم "الحر" بعد إسدال الستار على الحرب في عام 1945. مارس هتلر عقابا جماعيا على الشعب الألماني أولا، وامتد العقاب إلى دول أوروبا والاتحاد السوفيتي حتى انهزم وانتحر.

حتى اليوم، تشير الإحصائيات إلى أن عدوان الاحتلال تسبب في استشهاد نحو4500 شخص أغلبهم من الأطفال والنساء والشيوخ، وإصابة اضعاف هذا العدد بكثير، وتدمير آلاف المنازل والبنايات والمدارس والمستشفيات، وقطع الكهرباء والماء ودمر الشوارع و..كل شيء.

جرائم نازية يفترض أن يُعاقَب عليها القانون الدولي، لكنها لا تحرك ضمير الأمم المتحدة ولا الدول الداعمة للكيان، بل أن زعماءها هرعوا لتأكيد استمرار دعم النازيين الجدد وتقديم المزيد من المال والعتاد العسكري لتستمر المذابح والمجازر، فكان الحج للكيان ولقاء المجرم نتنياهو، العنوان الأبرز لسقوط الدول الغربية الكبير في مستنقع النفاق والكذب وتأييد العدوان، وسط تضليل إعلامي دولي قادته كبريات وسائل الإعلام الأمريكية والبريطانية بتحريف الحقيقة وتبنِّي السردية والرواية الصهيونية بالمطلق إزاء المحرقة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.

كل هذا الهول وحمّام الدم، والمذابح الجماعية، لم تغير من العجز الرسمي العربي المعبر عن تخاذل وتواطؤ هذا النظام وعدم قدرته على فعل أي شيء، فهرب إلى قمة مع دول غربية معروف موقفها سلفا، ولم يتردد رجل الجامعة العربية من وصف المقاومين بالميليشيات الإرهابية..هكذا وبشكل سافر!!  

لم يرى المجتمعون الأجساد المقطعة أشلاء، ولم يروا أطفالا رضّع يوأدون في المستشفى، ولا المباني تدمّر على رؤوس أهلها بلا إنذار.

لكن الطفل الفلسطيني الذي فقَد كل عائلته في العدوان الصهيوني، لم يجرؤ رجل الجامعة العربية من توصيف ما يقوم به، فألصقها على ظهر المقاومة وكأنها "الحيطة الواطية"..كان رد الطفل على هذا الهُراء بعد أن نجا بأعجوبة من الموت: سنبقى شوكة في خاصرة الاحتلال رغم كل هذا التخاذل والتواطؤ.

لكنها فلسطين..مهرها غالٍ والتضحية من أجلها واجب والدفاع عنها من أوجب الواجبات.