DELMON POST LOGO

كتاب "تاريخ العبيد في الخليج العربي " لهشام العوضي

البحرين اول دول خليجية تمنع الرق عام 1937 والسعودية 1962

اللؤلؤ الصناعي ومنع تجارة العبيد أدى الى تدهور الاقتصاد الخليجي قبل النفط

"ان هؤلاء العبيد الذين عاشوا في المنطقة ، لهم تاريخ وانهم ساهموا مساهمة كبيرة في بناء هذه المنطقة ، بل لنقول ان دورهم ودور اجدادهم كبير في تامين أوضاع اقتصادية أتاحت العيش لكل السكان، لو كان ذلك على حساب تعبهم ، وانهم كانوا اليد العامل الأكثر تاثيرا منذ فترة اللؤلؤ الى فترة انتاج التمور وصو الى فترة انتاج النفط، انه ليس من المعيب القاء الضؤ علىهذا التاريخ بل من الضروري انارة تلك الفترة للتصالح معها وعدم انكارها".
بهذه الكلمات اختتم الدكتور هشام العوضي كتابه " تاريخ العبيد في الخليج العربي، والذي سلط فيه على شريحة مهمة ومثيرة للجدل في تاريخ الخليج حيث يتناول الكتاب تاريخ هذه الفئة من الناس منذ نهاية القرن التاسع عشر وحتى انتهاء الرق في منتصف القرن العشرين اعتمادا على الوثائق البريطانية.
بريطانيا هي التي بادرت بشن الحرب على تجارة الرق وبشكل تدريجي منذ اصدار البرلمان البريطاني عام 1807 قانونا يمنع مواطنيه من تجارة العبيد في المحيط الأطلسيـ تبعه قانون الغاء الرق في بريطانيا عام 1833، واستخدمت بريطانيا قوتها للتاثير على الدول الاوبية لتبني مشروعها في محارة تجارة الرقيق فقامت في مؤتمر فيينا الشهير عام 1814 باقناع كل من فرنسا واسبانيا والبرتغال وهولند باتخاذ إجراءات ضد تجارة العبيد ووافقت هذه الدول على منح بريطانيا تفتيش سفنها المبحرة بالاطلسي ومصادرة العبيد المنقولن من افريقيا ، حتى جاءت اتفاقية بروكسل التي حرمت دوليا استيراد العبيد عام 1890 ، ومنعت أي دولة لا توقع على الاتفاقية الانضمام الى عصبة الأمم بعد تاسيسها.
البحرين تعتبر اول دولة خليجية بل عربية تمنع تجارة الرقيق منذ عام 1937 ، بعدها الكويت عام 1952 والسعودية عام 1962، وعمان عام 1971 بعد وصول قابوس لدفة الحكم ،على الرغم من ان الؤلؤ وتجارة الرقيق هما المصدران الاسياسيان الى دخل هذه البلدان قبل النفط ، وقد ساهم انهيار صناعة الؤلؤ في التعجيل بانهاء نظام الرق لان العبيد هم العمالة لهذه الصناعة حيث قدر مسؤول بريطاني بان ثلث الذين كانوا يغوصون على اللؤلؤ في البحرين عام 1831 كانوا عبيدا تم عتقهم لان طاهرة عتق العبيد لم تكن ظاهرة نادرة وقبل مجيئ البريطانيين للخليج.
كان البريطانيون حريصون على تحويل الخليج العربي الى "بحيرة بريطانية" ، وتم إعطاء هذه الدولة الحق في تفتيش السفن التي تهدد امنها او تحمل أسلحة، تطور الهدف البريطاني الى وقف وتفتيش السفن الحاملة للعبيد .
بعدها وقعت بريطانيا عام 1820 اتفاقيات منع تجارة العبيد مع حكام الشارقة وراس الخيمة وابوظبي وام القيوين وعجمان ومع البرين عام 1861 والكويت 1899 ومع قطر عام 1916 والسعودية عام 1927، تلك الاتفاقيات أعطت بريطانيا حق التفتيش أي مركب بشتبه بانه يحمل عبيدا ، ومصادرته فورا في حال تلبس صاحبه بتهمة المتاجرة.
ايران اول دول الخليج التي الغت الرق عام 1929  وذلك في اطار تحديث الدولة من قبل شاه ايران رضا بهلوي اسوة بما عمله اتاتورك في تركيا، واعتمدت الحملة على ان المذهب الجعفري لا يجيز تجارة العبيد ، واختلف العلماء والمراجع في هذه المسألة ، فقد بعضهم انه لا يوجد في الشريعة ما يمنع الغاء تجارة العبيد واستشهد ستة من العلماء الكبار في سنة 1847 بالحديث : ( شر الناس من باع الناس " ليفتوا بحرمة هذه التجارة ، ولكن مجتهدا في النجف قال ان الحديث  نهي عن البيع ولم ينه عن الشراء !!. ، الامر الذي دعم وجهة نظر الشاه بان "الشريعة اباحت بيع وشراء العبيد ولن استطيع اقل لشعبي انني حرمت ما احل الله " هكذا قال للانجليز.
في السعودية، لم يكن سهلا لولا فتاوي العلماء  المجتهدين مثل عبدو ورضا التي انتقلت اثناء حملات الحج ، ولكن العلماء السنة انقسموا بين مؤيد ومعارض للمنع او التحريم، واجبرت بريطانيا السعودية لمنع  الرق بعد استيلاء الأخيرة على مكة كشرط للاعتراف بالضم فوافق عبد العزيز بالمنع وافتى قاضي قضاة الحجاز " ان اجماع المسلمين ان - تحقق – سبب كاف لابطال الرق. ووافق مؤتمر العالم الإسلامي المنعقد بجدة على المنع باعتبار ان واقع الرق في الحجاز مخالفا للاسلام.
السعودية رسميا لم تمنع الرق وأصدرت لوائح منظمة لهذه التجارة، ومنع تجارة العبيد عن طريق البحر( رغم حاجة السعودية للانضمام الى عصبة الأمم التي تشرط بتحريم الرق) ، اما ابطال الرق فحصل عندما تولى الملك فيصل الحكم عام 1962، واعتق كل العبيد الذي لديه قبل ذلك عام 1956 .واختلف كذلك الاباضية في منع الرق وتحريمه رغم ان عمان اخر دولة خليجية منعت الرق عام 1971.
الكتاب به قصص وحكايات كثيرة حكاها العبيد انفسهم ،وطرائف مأساوية منها 127 حاج من جبوتي في طريقهم الى مكة تم اختطافهم وتم تحويلهم الى عبيد وتم بيعهم ،،، وهكاذ الكثير من الحجيج من ذوي البشرة السوداء ضحايا البدو قاطعي الطرق.