أعلنت هيئة البحرين للثقافة والآثار، مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث ومسرح الدانة، وبالتعاون مع مساحة الرواق للفنون والبارح للفنون التشكيلية وآرت كونسبت ومركز لافونتين للفن المعاصر عن إقامة فعاليات مهرجان ربيع الثقافة الثامن عشر ، حيث تنطلق اليوم الخميس فعاليات مهرجان ربيع الثقافة ، "سيد البالونات الساحر" في الأعمال المهرجانية الكلاسيكية يقدم لنا حيلاً مذهلة كوميدية مرحة بحلّة بالونية مطاطية. العرض ساحر ومناسب للأطفال والعائلات من مختلف الثقافات! الساعة السادسة والنصف في الليوان .
كما يتم استضافة مستشار الرئيس الفلسطيني لشؤون الثقافة والإعلام السيد نبيل عمرو لمناقشة القضيّة الفلسطينيّة وتطوراتها في 22 يناير الجاري .
وقد تم استعراض البرنامج في مؤتمر صحفي يوم امس الأربعاء في مسرح البحرين الوطني تفاصيل المهرجان لعام 2024 الذي يأتي ما بين شهري يناير ومارس، حيث يشتمل المهرجان على برنامج ثقافي حافل بالفعاليات والأنشطة التي تستضيفها مؤسسات ثقافية ومواقع تاريخية ومعالم وصروح هامة في المملكة.
وقال الشيخ خليفة بن أحمد بن عبدالله آل خليفة رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار ، ان مهرجان ربيع الثقافة يعود إلينا هذا العام، حاملاً معه نسمات موسمٍ يعبق فنًا وأصالةً وثقافة، إذ شكّل المهرجان منذ انطلاقته عام 2006 نبراسًا يهتدي إليه كل متعطشٍ للثقافة والجمال، وأصبح جسرًا تمرّ من خلاله ثقافات الشعوب لتلتقي في مكانٍ واحدٍ، كما سلّط الضوء على مختلف المؤسّسات الثقافيّة والمواقع الأثريّة في المملكة، ليؤكّد على أهميّة صون التراث الثقافي ونقله للأجيال الحاليّة واللاحقة.
تنطلق النسخة الثامنة عشرة هذا العام مع حفلٍ استثنائي على خشبة مسرح البحرين الوطني، يُحيي فيه الفنان القدير أحمد الجميري فنّ الصوت البحريني مع فرقة البحرين للموسيقى بقيادة المايسترو زياد زيمان. وتشهد خشبة المسرح الوطني سلسلةً من العروض الساحرة، فيبعث المايسترو البحريني وحيد الخان الحياة في الموسيقى عبر حفل “العودة للحياة”، كاشفًا النقاب عن بعض أعماله التي تُعرض للمرة الأولى في المملكة، كما يحتفي “أخطبوط العود” عبادي الجوهر بالآلة التي اشتُهر بها في أوساط الوطن العربي والعالم، في ليلةٍ تُخاطب فيها أوتار العود قلوب المستمعين، ويُحيي الفنّانان القديران خالد الشيخ وهدى عبدالله أمسية “غناوي الشوق”، في رحلةٍ تعبر حدود الزمن والذاكرة.
يقدّم مسرح الدانة من على خشبة مسرح البحرين الوطني مجموعةً من العروض التي لا تفوّت، حيث تسردُ لنا خشبة المسرح قصّة كوكب الشرق أم كلثوم في عملٍ مسرحي باللغة الإنجليزيّة، يمزج ما بين المسرح والموسيقى، ويأخذنا باليه ألف حكاية في رحلةٍ عبر الطفولة، مستحضرًا شخصيّاتنا المحبوبة من علاء الدين حتّى سندريلا. فيما تستضيف خشبة مسرح الدانة مجموعة من العروض العالميّة المتنوعة، مع حفل لفرقة مارون 5، وحفل للمايسترو وعازف الكمان أندري ريو مع أوركسترا يوهان شتراوس، وعرض يضم أيقونات الكوميديا تريفور نواه وكيفن هارت.
ويحتضن مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث مسرحية “غزال عكّا” للممثلة والكاتبة رائدة طه، التي تتناول فيها فصولًا من حياة الروائي والصحفي الفلسطيني الراحل غسان كنفاني.
وعلى صعيد المعارض الفنيّة، تُقام النسخة الخمسون من معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية هذا العام، محتفلةً باليوبيل الذهبي، ومحتفيةً بإنجازات الفنانين البحرينيين السابقين والحاليين. بينما يستضيف مركز الفنون بالتعاون مع سفارة اليابان معرض “أنا أحب السوشي”، الذي يوظّف السوشي باعتباره أحد أشهر رموز المطبخ الياباني، وكجزءٍ لا يتجزأ من ثقافة الواشوكو المدرجة على قائمة التراث العالمي غير المادي لليونسكو.
كما يحتضنُ البارح للفنون التشكيلية معرض “قِصَصٌ أربع” بالتعاون مع بحرين جاليري، تُشارك فيه الفنانات ضوى آل خليفة، وهلا آل خليفة، ولولوة آل خليفة، ومروة آل خليفة، يأخُذنَ فيه الجمهور في رحلةٍ يُشاركنَ فيها سردياتهن وتعبيراتهن الفنية الخاصة، ومعرضًا آخر بعنوان “أسود، أبيض، أخضر، أحمر” يوظّف فيه البطيخ باعتباره رمزًا للتضامن مع فلسطين، وتقوم الفنانة نوف الرفاعي في معرضها “غابت، فظهرت” بسرد حكاية كرة متدحرجة تحاكي سيرورة الحياة وتدعو للتأمّل فيها.
وتنظّم مساحة الرواق معرضًا للفنانَين غادة خنجي وإسكندر دواني، ينقلنا فيه الفنانان إلى مساحتهما الفنية الخاصة، للتعرّف على ممارساتهما الإبداعية، وتحتضن المساحة معرضًا فنيًا يستعرض مشاريع برنامج “تطبيق 002” للإقامة الفنية، في بيئة من المناقشة والنقد الثريين.
بينما يستضيف آرت كونسيبت معرضًا عابرًا للفنون، يحوّل فيه الفنان حكيم العاقل حركة الراقصين وألحان الموسيقى إلى عرضٍ بصري يُثري العيون المتأمّلة.
أمّا مركز لافونتين للفن المعاصر، فيقيم جلسةً تجمع المصور الألماني رانيير هارتل والمؤلف البريطاني تيم ماكنتوش-سميث، في أول لقاء للمستشرقَيْن اللذين لم يسبق لهما الالتقاء قط، رغم عيشهما في اليمن خلال نفس الفترة، وذلك لمشاركة تجاربهما وذكرياتهما، وتتزامن الجلسة مع معرضٍ للمصور الألماني، وتوقيع كتاب “العرب: 3000 عام من تاريخ الشعوب والقبائل والإمبراطوريات” للمؤلف البريطاني.
ويحتضن مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث في ذاكرة المكان – عمارة بن مطر معرض “مُختارات” للفنان فيصل سمرة، ومعرضًا آخر في بيت الشعر – إبراهيم العريّض للمنظّمة اللبنانية “إنعاش”، والتي تُعنى بتدريب وتمكين المرأة وتُنتج أجود المنتجات الحِرَفيّة اليدويّة.
يقدّم ربيع الثقافة مجموعة من العروض الموسيقيّة المنتقاة بعناية، والمتنوّعة في مضمونها وأنواعها، حيث تستضيف خشبة الصالة الثقافية كورال روح الشرق من مصر، لتقديم مجموعة من الأغاني الكلاسيكيّة والمعاصرة، وتستضيف أيضًا الفنّانة لين الفقيه، التي ذاع صيتها واشتهرت بأغانيها المعبرة عن روح الوطن والهوية. ومن بولندا، تستضيف الصالة الثقافية ثنائي العزف على الأكورديون المعروفَين بـاسم “فيس 2 فيس”، والحاصلين على أكثر من 60 جائزة من مختلف المسابقات الدولية. وتحتفي هيئة البحرين للثقافة والآثار، بالتعاون مع سفارة إيطاليا، بالمسيرة الثريّة للموسيقار جياكومو بوتشيني، رائد مشهد الأوبرا في القرن العشرين، كما تستضيف الصالة بالتعاون مع سفارة فرنسا الفنان سكايغي لتقديم عرض يجمع الموسيقى بتقنيات الذكاء الاصطناعي وبمشاركة الفنّان البحريني حسن حجيري، وعرض آخر بالتعاون مع سفارة الولايات المتحدة الأمريكية يحتفل بالذكرى الخمسين لفن الهيب هوب.
كما تحتضن الصالة الثقافية عروضًا تمزج ما بين الموسيقى والفنون الأخرى، حيث تقيم فرقة ذا بلاك بلوز برذرز عرضًا ملؤه الإثارة، في قالبٍ يجمع الفنون البهلوانيّة بالموسيقى، وتُحيي الصالة أيضًا عمل شيكسبير الخالد “روميو وجولييت”، في عرضٍ معاصر يمزج ما بين روح الماضي والحاضر.
أمّا مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث، فيقدّم مجموعة من الأمسيات الموسيقيّة والغنائيّة، يستضيف فيها الفنّانة المصرية الشابة نسمة محجوب في “ليلة أرومة”، لتقدم لنا مزيجًا من الموسيقى الطربية والمعاصرة، ويستضيف المركز الموهبة الصاعدة أروى السعودية، لإحياء فن الموشحات العربية في قالبٍ موسيقي تَطربُ له كل أذن عاشقة للفن الأصيل، كما يحتفي المركز بمئوية سيد درويش مع الفنّان والملحن المصري محمد محسن.
كما يقدّم مركز الشيخ إبراهيم عددًا من المحاضرات متنوّعة المناهل، حيث يستضيف في بيت عبدالله الزايد لتراث البحرين الصحفي مدير قناتَي “العربية” و”العربية الحدث” ممدوح المهيني، في محاضرةٍ ثريّة حول تحوّلات الإعلام، كما يستضيف الكاتب الأردني الأمريكي بشار جرّار لمناقشة آخر الاتجاهات في المعلومات المضللة والمناهج الجديدة لتعزيز البيئة الإعلاميّة. أمّا قاعة مركز الشيخ إبراهيم، فتستضيف مستشار الرئيس الفلسطيني لشؤون الثقافة والإعلام السيد نبيل عمرو لمناقشة القضيّة الفلسطينيّة وتطوراتها، وتستضيف الدكتور صلاح الدين البشير، لمناقشة تحدّيات وآفاق مؤسّسات العمل الثقافي والتطوعي، إضافةً للفنانة سهى شومان، مؤسِّسة ورئيسة دارة الفنون بالأردن، في محاضرةٍ بعنوان “هناك ضوء لا ينطفئ”.
هذا وسيشهد متحف موقع قلعة البحرين احتفالًا بمناسبة مرور 16 عامًا على افتتاحه، عبر أمسيةٍ موسيقيّةٍ أصيلة مع فرقة محمد بن فارس، تحتفي بمتحف الموقع المسجّل على قائمة اليونسكو التراث العالمي. ومن جانبٍ آخر، سيشهد مسار اللؤلؤ المُدرَج أيضًا على قائمة التراث العالمي احتفالاً خلال عطلة نهاية الأسبوع، وذلك بمناسبة تدشين معارض المسار.
لا يُزهر ربيع الثقافة دون أخذ منعطف على عالم الشعر، حيث يستضيف مركز الشيخ إبراهيم في بيت الشعر – إبراهيم العريّض، الشاعرة والناقدة الأردنية الدكتورة مها العتوم، في أمسية “المرأة في مواجهة الشعر”، ويستضيف الكاتب والإعلامي السوري هاني نديم في أمسية تحت عنوان “ذئبٌ بذراع واحدةٍ يقضم الليل”. فيما يستضيف متحف موقع البحرين أمسية شعريّة وتدشين لكتابَي “رذاذُ الدهشة” و”ذَرُوها” للشاعر البحريني عبدالحميد القائد والإعلامي البحريني والشاعر صالح يوسف.
ويعود واكثون الآثار هذا العام، ليسلّط الضوء على موقعٍ آخر من المواقع الأثرية العديدة لمملكة البحرين، في جولةٍ على امتداد 5 كيلومترات تمرّ بمواقع تلال المدافن. وتتواصل جولات ربيع الثقافة هذه المرّة لاستكشاف مصائد الأسماك (الحظرة) في قوارب الكاياك، وجولة أخرى إلى مصنع الجسر للتعرّف على كيفيّة صنع ماء لقاح النخيل محليًا.
وأخيرًا، يُتيح ربيع الثقافة للأطفال والبالغين سلسلةً من الورش الإبداعيّة ضمن برنامجه التعليمي، في مجالات الحرف اليدويّة والفنون والتصميم وغيرها، وذلك في محطاتٍ مختلفة بأرجاء مملكة البحرين: مركز الجسرة للحرف، بيت السلال، مركز الفنون، نسيج بني جمرة، مساحة الرواق للفنون، موقع قلعة البحرين ومتحف الموقع، ومشغل الطباعة اليدويّة في أبو صيبع.
و يتضمن برنامج فعاليات ربيع الثقافة معارض فنية وثقافية، وعروض أدائية وموسيقية عالمية، وحلقات نقاشية، وأمسيات شعرية وجلسات أدبية وفكرية وورش عمل وغيرها من الفعاليات .