DELMON POST LOGO

العبيدلي في ندوة " الذكاء الصناعي : أصبحت البيانات هي العملة الجديدة، والذكاء الاصطناعي هو القوة الدافعة وراء الابتكار

نظمت شركة اطياف للحلول الالكترونية ، بالتعاون مع جمعية مصارف البحرين ندوة حول تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي : مستقبل المصارف صباح اليوم ، قدم فيها عبيدلي عبيدلي ورقة عمل بنفس العنوان قال فيها " معًا سوف نستكشف التقارب المثير للاهتمام بين الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات. وحين نبدأ هذه الرحلة الشيقة، سنتعرف معا على تحليلات البيانات باعتبارها البوصلة التوجيهية، القادرة على تحويل البيانات الخام الأولية إلى رؤى قابلة للتنفيذ.  سنكشف عن الطبيعة المزدوجة للذكاء الاصطناعي، كقوة ديناميكية، عندما تمارس بحكمة، لا تعزز فهمنا للعالم فحسب، بل تحفز أيضا على الملاحة المسؤولة عبر البحار الغنية بالبيانات.  لنبحر سوية في رحلة الاستكشاف هذه التي تسلط الأمثلة الملموسة الضوء  على الدور المركزي لتحليلات البيانات في ملحمتنا التكنولوجية."

واضاف ، يشهد العالم ثورة الذكاء الاصطناعي، ويعيش نقلة نوعية تعيد تشكيل الصناعات، وتبارك تعريف الاقتصادات، وترسم من جديد تصور نسيج حياتنا المجتمعية. وتكمن في قلب هذه الثورة تحليلات البيانات، بوصف كونها المحرك الرئيس الذي يدعم قدرة الذكاء الاصطناعي على التعلم والتكيف واتخاذ القرارات الذكية.

وفي القطاع المالي، لا تعد تحليل البيانات، الذكاء الاصطناعي مجرد كلمات رنانة. إنها القوى الدافعة وراء التحول الرقمي. لذلك نجد المؤسسات المالية تتبنى هذه التقنيات لتعزيز إدارة المخاطر، وتحسين خدمة العملاء، وتطوير منتجاتها والارتقاء بأداء خدماتها المبتكرة.

ومع ذلك ، وكما هو الحال مع أي أداة قوية، يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي سيفا ذا حدين. ففي حين أن قدرته على تحقيق الخير هائلة، لكنها تنطوي أيضا على أخطار كامنة يجب التمعن فيها بعناية، والتخفيف من حدتها بحرص.

هذا يتطلب منا أن نعتمد تنفيذ نهجٍ مسؤولٍ يتمتع صاحبه بأخلاق راقية لتنفيذه، كي يتسنى له تسخير فوائد الذكاء الاصطناعي بحذر لتوفير الحماية المطلوبة من أخطاره المحتملة. يجب أن نضمن، أيضا أن تكون أنظمة الذكاء الاصطناعي شفافة، وغير متحيزة، وخاضعة للمساءلة.

في هذا الصدد، تمارس تحليلات البيانات دورًا حاسمًا. فمن خلال توفير رؤى واضحة، ومسؤولة في آن، عن البيانات المستخدمة لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي، يمكننا تحديد التحيزات المحتملة، والقضاء عليها، للتأكد من استخدام الذكاء الاصطناعي من أجل الخير.

القطاع المالي مطالب، بدوره، وبشكلٍ فريدٍ ضمان استخدام الذكاء الاصطناعي على نحو  مسؤول. يجب على المؤسسات المالية إعطاء الأولوية للشفافية، والعدالة، والمساءلة، في استخدام الذكاء الاصطناعي، للحفاظ على الثقة، وحماية استقرار النظام المالي ونموه، والدفاع عن أصحاب المصلحة فيه، على حد سواء.

في عالم أصبحت فيه البيانات هي العملة الجديدة، والذكاء الاصطناعي هو القوة الدافعة وراء الابتكار، فإن وجودنا هنا هو شهادة ملموسة أخرى تدلل على أهمية الموضوعات التي نحن على وشك استكشافها. اليوم، نجد أنفسنا وسط ثورة الذكاء الاصطناعي التي تعيد تشكيل الصناعات، وفي قلب هذا التحول تكمن النتيجة المنطقية: تحليلات البيانات.

وعندما نجول بأنظارنا في ردهات هذه الغرفة، نرى ممثلين من مختلف المنظمات، لا سيما تلك النشطة في القطاع المالي، سواء كانت البنوك التي بدأت تبحر في العصر الرقمي، أو شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي تمسك بدفة سفينة التقدم التكنولوجي. ليس سرا أن الزواج بين الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات ليس مجرد اتحاد للمصلحة. إنه ضرورة استراتيجية في هذا المشهد السريع التطور.

الآن، دعونا في نقترب أكثر في هذه الغرفة من هذا الغول والذي هو عبارة "الذكاء الاصطناعي سيف ذو حدين". مثل أية أداة قوية أخرى، لدى الذكاء الاصطناعي فرص لا تصدق،  ومخاطر متربصة لا يمكن الاستهانة بها. فمن ناحية، إنه قوة من أجل الخير، قادرة على أن تقود الكفاءة، والابتكار، والإنتاجية. لكن على نحو مواز، يمكن أن يشكل سوء التعامل مع الذكاء الاصطناعي أخطارًا جسيمة، وتحدياتٍ متنامية، تتطلب منا التركيز ، وأخذ الحذر. ففي مجال التمويل، حيث تكتسب الدقة والموثوقية أهمية قصوى، يصبح دمج الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات أمرًا بالغ الأهمية. واليوم، أقترح أن ننظر إلى هذا السيف ذي الحدين على أنه تحدٍ ودعوة إلى استخدامه بحكمة وهدف في آن. دعونا نبث القليل من المرح في المفهوم. فبعد كل شيء، من قال إن التعامل مع التكنولوجيا المتطورة لا يمكن أن يكون له روح الدعابة؟

دعونا نتخيل هذه الصورة: الذكاء الاصطناعي هو رفيقنا الذكي والمرح، يشبه إلى حد ما سيفا ذا حدين مع شيء من التطور. أحد النصلين  هو أداة معالجة البيانات الدؤوبة والدقيقة، مما يضمن الدقة في العمليات المالية. دعونا نتخيله، هنا، كمحاسب مجتهد ، يقلب، بلا كلل، صفحات الدفاتر وأوراقها. ويحدد الاتجاهات. أما النصل الآخر، فهو رفيقنا المؤذي، الذي لا يكف عن إلحاق الضرر بمن حوله. هذا الواقع الراهن المزدوج  هو الذي يدفعنا نحو التفكير الإبداعي، والتشكيك في الافتراضات، والابتكار بلا كلل أو وجل.

في القطاع المالي، لا يكمن المفتاح في تبني الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات فحسب، بل في الجمع بينهما بشكل استراتيجي. معا، يشكلان ثنائيًا مبدعًا، يدفعنا نحو التحول الرقمي في الخدمات والمنتجات والعمليات. الأمر لا يتعلق فقط بالبقاء على قيد الحياة. بل بالازدهار في عصر يكون فيه التكيف هو قانون  اللعبة.

اليوم، وبينما نضع أقدامنا على بداية طريق هذه الرحلة، دعونا نتذكر أنه في حين أن سيفنا ذو الحدين يتطلب الاحترام، فإنه يدعونا أيضا إلى الرقص معه، وإتقان خطوات الابتكار والحكمة. دعونا نجعل غزواتنا في الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات تجربة إيجابية، آسرة وتحويلية في آن.

فلنسخر معًا قوة الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات لإجراء العملية القيصرية التي تحتاجها استراتيجيات تحويل القطاع المالي، وخلق مستقبل يكون فيه الذكاء الاصطناعي سيفًا ذا حدين يخترق التحديات، لكن ليس على حساب الثقة والاستقرار.

كممثلين للمؤسسات المالية وشركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، أنتم من يتقدم الصفوف ويقف في طليعة رواد ثورة الذكاء الاصطناعي. بين أيديكم الفرص، وعلى عاتقكم  تقع المسؤوليات، في آن،  لاستخدام تحليلات البيانات الذكاء الاصطناعي لتحقيق التحول الرقمي في القطاع المالي. يمكنكم، بفضل حكمتكم وخبراتكم المتراكمة الاستفادة من تحليلات البيانات الذكاء الاصطناعي لتقديم خدمات أفضل وأكثر مخاطبة لهموم عملائكم.  وفي وسعكم تبسيط عملياتكم وتحسينها، وعلى عاتقكم تقع مبادرات الابتكار وإنشاء عروض قيمة جديدة. يمكنكم أيضا استخدام تحليلات البيانات الذكاء الاصطناعي لمواجهة تحديات الذكاء الاصطناعي ذاتها ومخاطرها التي تصاحبها، مثل كفالة العدالة، وتشجيع المساءلة، وتوفير الشفافية، وضمان الأمان.

لكن ليس في وسع أي منا القيام بتلك المسؤولية بمفرده. علينا جميعًا أيضا التعاون والتعلم من بعضنا البعض، ومن أصحاب المصلحة الآخرين، مثل المشرعين، وصانعي السياسات والأكاديميين ومؤسسات المجتمع المدني المختلفة.

نحن اليوم على منصة مميزة لتبادل الأفكار ومقايضة أفضل الممارسات واستكشاف أحسن الفرص الجديدة. آمل أن تستمتعوا وتستفيدوا من عروض المتحدثين ومناقشات المشاركين.

وتحدث في الندوة التي حضرها عدد كبير من المصرفين والاقتصاديين والمهتمين ، سمير دنراجي ، حول مستقبل البنوك في ظل الذكاء الصناعي ، وابهشكير كبوتا ، حول التحليل المستقبلي للمعلومات مع الذكاء الصناعي .