DELMON POST LOGO

اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة ..الطلاق ليس نهاية العالم

بقلم: امرأة "بدون تعريف"
نحن نعيش في مجتمع ينظر إلى الى المرأة المطلقة على أنها مصيبة بكل ما تحملة الكلمة من معنى.
فالطلاق في موروثنا الاجتماعي كارثة تحل على المرأة بالذات دون الرجل، ومعضلة هذا الموروث إنه اصطبغ بصبغة دينية، بينما الحقيقة أن هذه النظرة لا تمت إلى الدين بصلة.
فالقرآن الكريم سمى إحدى سوره بسورة "الطلاق" فلو كان الدين يمقت الطلاق وينظر إليه بأنه أمر بغيض وبأنه شر محض، فلماذا تناولته السورة واولته عناية خاصة محفوفا بقيم إنسانية راقية ومن منظور مختلف تماما ضمن سياق مكتنز بمفاهيم اليسر والسعة ويحث على المعروف ويعد بالخير لكلا الطرفين إن اتبعا منهج الإحسان.
في عرفنا الاجتماعي ترفض المرأة المطلقة وتدخل بشكل مباشر وبدون معرفة التفاصيل ضمن دائرة الاتهام ولا تثبت برائتها مهما كانت الظروف التي أدت بها إلى هذا الخيار.
والنظرات إليها تنبئ بالشفقة على حالها وبالاستعاذة بالله من هذا الشر والبلاء، ويترتب على ذلك الابتعاد عن الارتباط بها فهي عبء وغير مرغوب بها في نظر البعض أو المعظم أو الكل ربما!
وبالرغم من ارتفاع مستوى الوعي "إن صح التعبير" ومستويات التعليم "إلى حد ما"، ظل هذا الإرث الثقيل في النظرة القاسية إلى المرأة المطلقة مترسخا في الأذهان تتوارثه الأجيال.
وهنا لا أنفي بأن الطلاق ليس بالأمر المحبب إلى النفوس فهو انفصال ليس بين طرفي العلاقة الزوجية فقط، وإنما يمتد في أغلب الأحيان إلى عائلتي الطرفين، وهو أمر يحمل بين طياته تباعد اجتماعي غير محبذ.
لكن مهما كان التوصيف والنظرة السائدة حول المرأة المطلقة فهذا لا يبرر العنف الاجتماعي الموجه ضدها ومحاصرتها بعنوان  ويسجنها في هوية لا تمثلها بل ويحرمها من حق الحصول على فرصة مناسبة مثلها مثل الطرف الآخر.
هذا الواقع غير المنصف "للمطلقة" يستدعي وقفة مراجعة للإرث الاجتماعي وتبعاته النفسية على المرأة والتي قد تكون شابة في مقتبل العمر ومع كامل الأهلية لبناء علاقة على أسس سليمة والانطلاق من جديد.
فهل يأتي اليوم الذي تتحرر فيه المرأة من قيود وثقل هذا الموروث الاجتماعي الثقيل وينظر إليها على أنها منطلقة؟
أليس الصبح بقريب؟!