ناشطة طلابية وسياسية قومية تقدمية
مثقفة عضوية وقيادة اممية رفيعة
كتب – عباس هلال
لن اكتب عن سيرتها الذاتية التقليدية فهي عامرة وزاخرة وزاهرة ، وكتب عنها الكثير ، وخطر ببالي في هذا المساء شريط سريع لاكثر من سبعة وخمسين عاما حين كنت مع شقيقها الاكبر الصديق خالد مطر على كرسي واحد في مقاعد الدراسة الاعدادية ، ومنذ ان كان سائق عائلتها المرحوم بشير يكون في انتظارنا في الهدة ، في الشفر الاحمر، وحتى الدراسة الجامعية لخالد في بيروت ضمن اغلبية المجموعة المرحوم نبيل تقي ابا فهد وشوقي فخرو ومحمد السيسي .. الخ انضم لهما بعد بغداد الصهر عزيز الشكر .. شريط سريع الدوران منذ التحاقها بجامعة بيروت الامريكية AUB وبعد الحرب امريكا ،
وتخرجها عام 1981 ودراستها العليا في جامعة درهم في بريطانيا حتى الدكتوراه عام 1992.
ولعل مرحلة النصف الثاني من الثمانينات هي القرب من الدكتورة ، بحكم عملها في القاهرة وترددي المتكرر على القاهرة دراسيا . كانت مديرة في الاكفنت – المجلس العربي للطفولة ومشروع الامم المتحدة – الامير طلال بن عبد العزيز لمنظمات المجتمع المدني ، وبحكم الصداقة المشتركة هناك بين الناشطات التقدميات و الرسميات وعلى سبيل المثال لا الحصر المناضلة طنط وداد متري، د. ليلى عبد الوهاب وفتحية شلبي ، فريدة النقاش ، د.فرخنده حسن ، د. نهاد ابو القمصان ، د.فريدة العلاقي ، وتوسعت الدائرة حتى 20 ديسمبر 1993 حيث حضورها مناقشة رسالة الدكتوراه في جامعة القاهرة ( مسؤولية البنك في عقود الائتمان ) ولسفرنا معا من القاهرة الى تونس عبر روما لمؤتمر الخبراء العرب للاتفاقية الدولية لحقوق الطفل في 20 نوفمبر 1994 وبوجود الاخت العزيزة الصديقة الدكتور بهية الجشي.
كانت محل اطراء واعجاب المجتمع المدني والحركة النسائية في مصر ومثلت اختراقا لنظرة تلك الدول لاهل الخليج وهو ما يعرف نظرة اهل الشمال للخليج على صعيد الفكر والثقافة والادب وو .. الخ .
الدبلوماسية في مراكزها الدولية وحضورها القوي في البحرين في الصحافة ، اخبار الخليج ، مجلة بانوراما 1984 ، وبعدها رئيسة تحرير الوقت 2005 ومقالها اليومي من بيروت عن حرب تموز 2006 والذي كان مائدة الافطار الصباحية لدى الجمهور تلهب المشاعر وترفرف عاليا بالمعنويات ، وقبل ذلك المراسلة اللامعة لمحطة B.B.C وتغطية الصراعات المسلحة في مناطقة عديدة ، والمراسلة والاعلامية في محطات ووكالات انباء اخرى ، وفي مجال عملها المديرة للانشطة الاعلامية في منظمة العمل الدولية في بيروت منذ 2002 ، ولقاءات متكررة معها في مقر المنظمة في الصنايع مقابل الحديقة والجامعة اللبنانية ، وتواجدها معنا الدائم في كافية فندق البرستول على هامش المؤتمر العام لاتحاد المحامين العرب 21-28 مارس 2000 ، كانت الدكتورة الحاضرة في النشاط العام وفي قيادة العريضة النسائية 14 ابريل 1995 ، وفعاليات عائلتها ، فتراها في مؤتمرها الصحفي في بيروت وفي اليوم التالي حاضرة في الاستقبال في ورشة ومعرض الحرف للاخت الفاضلة عائشة مطر مديرة الحرف بوزارة النفط والصناعة في مدرسة الصناعة العريقة ، اقول لها امس في المؤتمر في بيروت وصباح اليوم هنا ، قالت كل شئ ولا عائشة مطر ( ترويكا مطرية عائشة مطر ، خولة مطر ، فوزية مطر ).
انجازاتها والثقة العالية في الامم المتحدة سواء في الاكفنت او منظمة العمل الدولية – الاسكو او الممثلة الاممية لديمستورا وحبها واخلاصها للشعب السوري عبر المخاطر الحادقة وحواجز الموت عبر تكسير القفول وخلق المفاتيح للحلول السياسية ، نتابعها دائما وعبر اشقائها خالد وعادل ووائل وتشاء الامور ان يكون توارث الصداقة الجميل نوف ومي !!.
في كتابات سابقة عن المرأة البحرينية عن دورها الخلاق والمتقدم في المنظمات الدولية اوردت اسمها ، ود. فريبا ود.نعيمة القصير لكن د. خولة متقدمة مهنيا واعلاميا وسياسيا .
ولعل الحدث الرهيب والمدمر الخطير في 4 اغسطس اب 2020 في مرفأ بيروت والذي طال اجزاء واسعة من العاصمة بيروت وامتلاء سمائها بغمامة حزن اكثر من ضخامة الانفجار والذي طال شقتها وسلامتها ورغم ازدحام الميديا بالحدث العام وهول الضحايا الا ان التضامن والاطمئنان على سلامتها اخذ هامشا واسعا من الناشطين والناشطات في بيروت والقاهرة والبحرين وعواصم اخرى ، وهذه ترجمة صادقة موثقة لعلاقاتها ومركزها والهبة والموهبة المبدعة في انسانيتها .
ومثل ذلك في حدث سابق عند تكريمها من قبل الامين العام للامم المتحدة اكتوبر 2016 ، شب التويتر والواتس اب بالاشادة الاممية حيث وضعت بلدها البحرين على الخارطة الدولية .
في حديث مع الاستاذ الكبير يوسف الشيراوي في ليالي فاتحة الدكتور علي مطر 2001 وفي منزل والدها بام الحصم ذكر الشيراوي قائلا د.خولة اولي بادارة وزارة الاعلام من السيد البابلي ايام وزارة شؤون مجلس الوزارة والاعلام ، قلت له استاذ ابا احمد عرب وين طمبورة وين !! ؟ (مثل عراقي ).
د.خولة طير بجناحين حاملة هموم وآمال ومطالب شعب ، تستحق الدكتوره الكثير من الكتابة لكن هذا ما دار سريعا وموجزا في شريط طويل ، فكانت الدكتوره في قلب المرأه العربية والبحرينية ، في قلب الاعلام الدولي والمحلي في قلب القضايا العربية في قلب القضية الفلسطينية من كتب وارخ وصرخ عن مجازر صبرا وشاتيلا عام 1982 . د.خولة مطر مثالنا د.خولة مطر اختنا وصديقتنا ومصدر فخر واعتزاز والهام لبحريننا.
واشهد انه لم ترد كلمة فيها مبالغة او مجاملة وانما عدل وانصاف ،واذا كانت القاعدة القانونية تقول : الغرم بالغنم وتعريفها باللغة الادبية ، من يحرث الارض يكون فل البساتين وزهرة الورد وندى الياسمين .
شكرا .. شكرا .. دكتورتنا العزيزة
فانت في قمة وذروة العطاء والبهاء والتألق وننتظر الكثير الكثير .
