DELMON POST LOGO

زينب سوار في محاضرة : ضرورة الاهتمام بايقونة البحرين " دلمون " والخوف من تبني بعض الدول لهذه الايقونة

ضرورة اعداد برامج تعليمية فنية عن الحضارة الدلمونية ، تلطبيقها في المدارس والجامعات

حضيت البحرين بنعمة دلمون ، الايقونة التي ربطت الدولة مع هذه الحضارة ، ومن الضروري استغلال هذه الايقونة ، قبل الاخرين من الدول المجاورة التي بدأت تبحث في الاثار ونحن السباقون في البحث هذه الايقونة من البحرين .

لابد من وضع جداريات دلمونية ، اسماء ، لدينا العدد الكبير من الاختام ، فلنستخدم تلك الاختام في اكثر من عمل وهدف وبرنامج ، طبعا الدينار البحريني الذي نفتخر في به احدى الاختام لكن ذلك غير كاف.

هذا ما بدأت بها الدكتورة زينب سوار في محاضرة لها بديوانية " عبيدلي عبيدلي " الثقافية الخاصة ، حول الاختام الدلمونية ، ودلالاتها .

تقول الدكتور زينب راشد سوار ، في اطروحتها عن الاختام الدلمونية ، وعناصر الدلالة  ، ان الحضارة الدلمونية بعطائها الثري وخصبها المتنوع عن غيرها بخصائص كثية ، كان من ابرزها الاختام الدلمونية المستديرة المدببة والتي تحمل رموزا كثيرة عبرت عن ثقافة الشعب الدلموني وعن حضارته وتراثه واقتصاده وسبل عيشه ،وطريقة تعامله مع الغير ، واثبات هويته وتحقيق ذاته فكانت لغزا من الالغاز وسرا كبيرا.

والختم الدلموني هو الطابع تطبع به السمة وهو عبارة عن قطعة من الحجارة صغيرة الحجم مستديرة الشكل يتراوح متوسط قطرها 2.5 سنتمبر ، واكبرها 5 سنتمبر ، صنعت من مادة الحجر الصابوني الاسيتاتي المقوى بواسط الحرق ويتكون الختم من وجهين .

تقول سوار ، هناك حوالي 1500 ختم دلموني ، بعضها وجد على صدر الميت بعد دفنه ، وبعضها يستخدم لتقفيل البضائع المتاجر بها من بلد الى اخر ، لاسيما ان دبس دلمون ( بصورتها العامة ) افضل دبس في المنطقة ويعتبر مع التمور اهم واكبر منتج يصدر للخارج .

تركزت الاختام التي وجدت في قلعة البحرين وهي موطئ الدلمونيون الاساسي ، لماذا القلعة ، لانها ممر مائي ( ميناء للسفن ) وبها قنوات مائية عذبة ، ويكثر بها اللؤلؤ .

تقول سوار ، بالنسبة لي درست 100 ختم دلموني ، وحللتها وعرفت محتواها وماهيتها ، وعن الاسطورة قالت بان هناك لبس بين الاله " انكي " وقصة جلجامش ، وشخصية انكيدو  وهو في ملحمة جلجامش التي لم تذكر اسم دلمون صراحة ، والقصة تشير الى ان جلجامش نزل الى الارض المقدسة ( دلمون ) الذي اعطى القدسية لهذه الارض هو الاله " انكي " .

وقصة الاله العراقي " انكي " ان زوجته الاله تريد تطهير الارض ، التي كانت بالية والناس بها متعبون ، فطلبت من " انكي" تطهير الارض ، واصبحت طاهرة ، بسبب المياه العذبة والمياه الذكورية ،  ولكنه بدأ يتزوج بناته ، فغارت منه زوجته ، وخلقت له ثمان انواع من السم لقتله ( وهي الامراض الثمانية المشهورة ) .

من الجانب الاخر ملحمة جلجامش ،التي بها قصة البلاد الطاهرة التي لا ينعق فيها الغراب ... الخ ، لكن اسم دلمون لم يذكر ، وفهم منه انها دلمون.

وقصته بانه ( جلجامش ) حاكم ظالم على مدينة ( اورك )، وهو ينحدر من ام  اله واب من بني ادم ، لا يترك عذراء لزوجها ، ولما استاء اهل اورك منه طلبوا من الاله قتله .

الإله أجادت انكيدو  ، وهو انسان مسخ ، نصفه انسان والنصف الاخر ثور يعيش في الغابة ، المدينة ارسلت له احدى البغاء لإغوائه للانتقام من جلجامش.

علم جلجامش بالامر او حلم ، فاتجه الى امه للمشورة ، فقالت له الحكمة المشهورة ، بدل من مصارعة القوي ، الافضل احتواءه .

وعند المعركة والصراع ، يقترح جلجامش الصلح والصداقة ، واصبحا الاقوى بالاتحاد ، وبسبب هذا الانتصار طلبت منه " عشتار " الزواج من جلجامش ، لكنه رفض باعتبارها مثل النعل الذي يخز رجل لابسه  ! وهي  كالباب الخلفي للقصر.

عشتار تشتكيه الى الاله ، اله السماء ، تغضب الاله وتنزل  الثور السماوي لقتل جلجامش ، لكنه يقتل الثور بالتعاون مع انكيدوا ... فقرر الاله ان ينتقم من انكيدوا ، ويصاب بالهزال ويموت ، ويبقى بغير دفان تأكله الديدان ، يرفض جلجامش هذه الميتة ويبحث عن الخلود وشجرة الحياة ( بعد اصبح ناسكا ) ، ولكن بالصدفة واثناء وجوده في حانة خمر ، تنصحه عجوز الذهاب الى الحكيم " زيوسدوا " اوتونابشتم ، وستلتقي بـ " اورشنابي " وهو الملاح الذي يستطيع عبور مياه الموت ، وسوف يعبر بك البحار ... قصة الطوفان ونوح ... وعليك الصيام لمدة سبعة ايام ، واذا استطاع سوف يخبره بسر الابدي لكنه لم  يستطع فطلبت زوجة الحكيم باخباره عن نبتة الخلود فأخبره ورحل إلى الأرض المقدسة دلمون وأخذ النبته إلا ان الثعبان أكل النبته وكتبت له الابديه وهنا تم توصيل المغزى لجلجامش من قبل الإله بان الابديه في العمل الصالح وطلب منه ان يرجع إلى مدينته أورك ليعمرها وهنا تكون الابديه بالعمل .

وقدمت سوار ست توصيات كنتيجة لدراستها الماجستير للاختام الدلمونية ، وهي :

- ضرورة اعداد برامج تعليمية فنية عن الحضارة الدلمونية ، تلطبيقها في المدارس والجامعات .

- الاهتمام بدراسة طريقة صياغة الفنان الفطري للعناصر داخل المحيط الدائري

- دراسة الفكر الفلسفي للحضارة الدلمونية للتوصل الى معتقدات وعادات الحياة فيها .

- الاستفادة من الاختام لدراسة جوانب الحياة والطقوس والعقائد في الحضارة الدلمونية

- عرض الجانب الفني للاختام الدلمونية بمتاحف البحرين وعلى الخصوص بالقلعة .

- تشكيل فريق لدراسة وتحليل الاختام لمعرفة مدى اهميتها وموضوعاتها لاكتشاف كوامن المورث الثقافي للبحرين.